المتأرجحون! بقلم مكرم محمد احمد

ما أريده اليوم من كل مصري ومصرية لم يتخذ بعد قراره بالنزول إلى صناديق الانتخابات, بدعوى أن الرئيس ” عبدالفتاح السيسي” سوف ينجح يقيناً، سواء نزل أو لم ينزل ، وأن صوته الانتخابي لن يفرق كثيراً، أو بدعوى لماذا يلح الإعلام على أهمية نزولنا إلى صناديق الانتخاب هذه المرة، بينما المعركة محسومة سلفاً لخلوها من المنافسة الحقيقية!، وما أريده من كل مواطن مصري لا يزال يتأرجح رأيه بين الحضور وعدم الحضور أن يكون عادلاً مع نفسه، صريحاً شفافاً، يسألها السؤال الصحيح المطلوب، إلى متى تستمر هذه اللامبالاة، ومتى نستشعر مسئوليتنا تجاه الوطن، وهل يكفي الحكم الرشيد الذي ننشده ونتمناه وجود رئيس نثق أنه سوف يفعل نيابة عنا الشيء الصحيح المطلوب؟! أم أنه آن الأوان لأن نغير ما بأنفسنا إن كنا نريد بالفعل تغييراً حقيقياً إلى الأفضل والأحسن، وإذا لم يكن هذا التوقيت هو الوقت الصحيح لأن نغير ما بأنفسنا فمتى يحين هذا التوقيت ؟

أعرف أن غالبية المصريين تفكر على نحو مختلف لأنها من معدن أصيل يبرق ذهباً في الملمات، وأن لديها العديد من الأسباب الصحيحة التي تدفعها إلى النزول إلى صناديق الانتخاب رغم افتقاد المعركة إلى منافس قوي، أهمها أنهم يريدون قطع دابر جماعات الإرهاب ، وأولها جماعة الإخوان التي خرج من تحت معطفها كل جماعات العنف، وهى أيضاً الجماعة التكفيرية التي سمحت لنفسها في فلسفة “سيد قطب” أن تصف المصريين بالجهالة وتدعو إلى اعتزالهم لأنهم لا يزالون مجتمعاً جاهلياً! ولا تزال جماعة الإخوان تصمت حتى الآن عن مراجعة هذا الفكر التكفيري المدمر ،لأنه لا يزال جزءاً من عقيدة تنظيمها السري! أعرف أيضاً أن الغالبية تملك أسباباً أخرى للنزول إلى صناديق الانتخاب أهمها، هذا الحجم الرائع من الإنجازات التي لا ينكرها إلا كل كذاب مكابر والتي وضعت مصر بالفعل على بداية نهضة كبرى وأحيت الأمل في غد أفضل، لكن ذلك لا يمنع من وجود نسبة غير قليلة من المصريين لا تزال تركن إلى الكسل العقلي، يمكن أن نسميهم حزب «الكنبة» يحسنون الفرجة والانتظار، ويمكن أن نسميهم بقايا الأغلبية الصامتة، أبرز صفاتهم اللامبالاة والركون إلى الأمر الواقع وعدم الحماس لأي تغيير..، وإذا جاز لنا في ظروف سابقة أن نسكت على هذا السلوك بدعوى «دع الخلق للخالق» فإن ذلك لا يجوز والأمة تواجه تحديات خطيرة تتطلب المزيد من اليقظة والاصطفاف الصحيح والانتباه إلى مكامن الخطر والداء، كما انه لا يجوز أيضاً في ظل حكم مختلف، لا يداهن ولا يهاون ولا يقبل بأنصاف الحلول لأنه يريد بالفعل حلولاً جذرية لمشكلاتنا المتراكمة، ويريد من كل مواطن أن يكون خلية حية في المجتمع تنهض بواجبها المسئول كي ينهض كل المجتمع، كما حدث في كل الأمم المتقدمة ،لأن قاعدة النجاح الصحيحة تؤكد أن نهوض المجتمعات رهن بنهوض أفرادها والارتقاء بقدراتهم وحسن استثمار هذه القدرات وتنظيمها.

وربما لهذا السبب، اخترت أن أوجه في ثاني أيام الانتخابات الرئاسية هذا السؤال لكل مصري ومصرية لم يتخذ بعد قراره بالنزول إلى صناديق الانتخابات تحت أي من هذه الدعاوى المنافقة التي تستهدف تقليل حجم الحشود أمام الصناديق ،لأن ذلك ما تريده جماعة الإخوان وما تريده أيضاً صحافة الغرب التي تعادي ثورة 30 يونيو وتنكرها على نحو واضح رغم خروج ما يزيد على 30 مليون مصري احتشدوا في ميادين مدن مصر كلها إلى أن سقط حكم المرشد والجماعة.

أسفي بالغ لكلمات صدرت عني وصفت جماعة الإخوان وصفا ما كان ينبغي أن يصدر مني , لكن ربما يجد الكثيرون لي بعض العذر أن استمعوا أو شاهدوا هذا السيل من بذاءات جماعة الإخوان رجالا و نساءا على حد سواء والبادي أظلم.

جريدة الأهرام

شاهد أيضاً

ستة أعوام ثَرية بالإنجازات لصالح تمكين المرأة المصرية بقلم أ.د. غادة عامر

منذ بداية الدولة المصرية لعبت المرأة دوراً مُهماً في المجتمع المصري، وكان لها مكانة خاصة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *