إختار الإتحاد الافريقي أن يكون العام الحالى هو عام الحرب على الفساد فى القارة السمراء وأن يعلن ذلك خلال دورته الثلاثين لقمة رؤساء الدول والحكومات التى تعقد فى الفترة من 22 الى 29 يناير فى اديس ابابا باثيوبيا، على أن تبدأ اجتماعات رؤساء وقادة وزعماء الدول الإفريقية يومى 28 و29 يناير بمشاركة 32 دولة.
ويمثل الفساد فى القارة السمراء عائقاً ضخماً أمام الجهود الرامية إلى تعزيز الحكم الديمقراطى والتحول الاجتماعى – الاقتصادى- والسلام والامن والتمتع بحقوق الإنسان فى الدول الأعضاء فى الاتحاد الإفريقي.
وبسببه تآكلت ثقة الشعوب فى حكوماتها وبسبب انتشار الفساد وسقوط المواطنين فريسة لليأس بسبب عدم المساواة فى الفرص المرتبطة بالفساد . لذلك الدول الاعضاء فى الاتحاد الافريقي بالاشتراك مع المجموعات الاقتصادية الاقليمية والاتحاد الافريقي تبنوا مبادرات إنشاء مؤسسات مختلفة لمكافحة الفساد فى إفريقيا، أبرزها اتفاقية الاتحاد الإفريقي لمنع الفساد ومكافحته، التى اعتمدت فى عام 2003. كما اعتمد الاتحاد الافريقي أيضا على أدوات أخرى ترمى إلى تعزيز ثقافة الديمقراطية وكفالة الحكم السليم وسيادة القانون ومن بينها: الميثاق الإفريقي للديمقرطية والانتخابات والحكم المعتمد فى 30 يناير2007 ، الميثاق الإفريقي لقيم ومبادئ الخدمة العامة والإدارة اعتمد فى31 يناير 2011، الميثاق الإفريقي لقيم ومبادئ اللامركزية والحكم المحلى والتنمية المحلية اعتمد فى 27 يونيو 2014.
غير أن التحدى لا يزال قائماً فى الإلتزام بالنهج المؤسسية لمكافحة الفساد والتحديات الأخرى فى مجال الإدارة من جهة وسد الفجوة بين وضع القواعد والمعايير وتنفيذ المعايير من خلال تدابير مناسبة على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والقارية من ناحية أخرى.
وبعد مرور خمسة عشر عاماً على اعتماد الإتفاقية فإن إعلان عام 2018 سنة لمكافحة الفساد وإطلاقها اللاحق يتيح فرصة جيدة لتقييم التقدم المحرز وتقييم ما لا يزال يتعين القيام به ووضع استراتيجيات جديدة تعالج بشكل مناسب تحديات الفساد الجديدة.
وتسلط القمة الإفريقية الضوء على ظاهرة تدفق أموال القارة للخارج ونهب ثرواتها وحرمانها من الإستفادة منها، وتسعى لتوحيد الجهود من أجل القضاء على ظاهرة غسيل الأموال، بالتنسيق مع الدول المستقبلة لتلك الأموال حتى تسد الطريق فى وجه الفاسدين وتمنعهم من الإستفادة من الأموال المنهوبة وإضافتها لثرواتها الخاصة.
يتضمن جدول أعمال القمة الفريقية واجتماعات المندوبين الدائمين تقارير تفصيلية عن الفساد فى القارة، وتأثيره السلبى والخطير على التنمية وعلى الأوساط الإقتصادية والإجتماعية وبحث سبل مكافحة الفساد بالآليات اللازمة، والقضاء عليه وعلى الجرائم ذات الصلة وتفعيل الإتفاقية الإفريقية لمكافحة الفساد، وتعزيز سبل التعاون بين الدول الأطراف لضمان فاعلية التدابير، والإجراءات الخاصة بمنع الفساد والجرائم ذات الصلة فى إفريقيا، وتنسيق ومواءمة السياسات والتشريعات بين الدول الأطراف، وإقرار إجراءات وقوانين تنفيذية يشارك فى تطبيقها الجميع من خلال الحكومات و المؤسسات والأفراد.
تشارك القيادة السياسية المصرية بوفد رفيع المستوى فى فعاليات الدورة وذلك فى اتساق مع التحول الجذرى الذى شهدته العلاقات “المصرية- الافريقية” الى مزيد من التقدم منذ انتخاب الرئيس السيسى والتى جاءت ضمن جهود مصر لاستعادة دورها الريادى فى القارة الافريقية.
ويعيد الرئيس السيسى الروح لعلاقة مصر بعمقها الافريقي فمنذ توليه مهام منصبه حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على إعادة الروح الى العلاقات المصرية الافريقية التى عانت من الاهمال والتراجع خلال السنوات السابقة . وحرص الرئيس على المشاركة فى أغلب مؤتمرات القمة الافريقية التى عقدت خلال السنوات الثلاث الماضية.
المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام – الموقع الرسمي الموقع الرسمي للمجلس الاعلي لتنظيم الاعلام المصري