تحالف الشر ” قطر – إيران – تركيا” .. استكمال لمخطط تقسيم المنطقة

“تميم” بين مطرقة المعارضة … وسندان الأتراك والإيرانيين
“-تحالف الشر” هذا ما يمكن أن نطلقه على التحالف الإيراني – التركي- القطري الذى أراد أن يصبح شوكة في حلق الدول العربية والذى ظهر بشكل جلي بعد الإجراءات التصعيدية ضد إمارة الإرهاب “دويلة قطر” ليظهر هذا التحالف لحماية عرش تميم ولضمان استمرار سياسة الدوحة المعادية للمنطقة كما هى.
هذا التحالف الذى نشأ بقوة مع بداية الشهر الماضى كان لكل دولة فيه مصلحة من إنشائه وإن اختلفت تلك الأهداف من دولة لأخرى ولكنها تصب فى النهاية إلى الإضرار بالمنطقة العربية تماما.
إيران
رأت طهران الأزمة القطرية فرصة سانحة لها من أجل أن يكون لها موضع قدم فى منطقة الخليج، ومحاولة استفزاز المملكة العربية السعودية وهذا ما سمحت به قطر لإيران ففتح أمير قطر بلاده على مصرعيها للحرس الثورى الإيرانى وهو ما ترجمته الاتصالات المتبادلة مع بين تميم بن حمد والرئيس الإيراني حسن روحاني للتأكيد على توثيق العلاقات بين البلدين.
كما قامت الدوحة بالاستعانة بمستشارين إيرانيين لبحث سبل الخروج من أزمتها مع الدول العربية وهو ما سيدفع إيران إن آجلا أو عاجلا أن تتحكم بشكل مباشر فى القرار القطرى.
تركيا..
لأنقرة وبالتحديد لرجب طيب أردوجان، أهداف تختلف عن إيران، لعل أبرزها، هو محاولة تصديره أزمته الداخلية مع المعارضة خارجيا، بجانب محاولة الاستفادة من الجانب القطرى بوجود قاعدة عسكرية تركية في الدوحة تضمن تدفق الأموال إلى تركيا،
كما يساعد وجود أفراد من الجيش التركى بالدوحة لحماية تميم مما يمكنها من تحريك قطر ضد المنطقة العربية، خاصة عندما نعلم أيضا أن تلك الدويلة أصبحت ثكنة عسكرية للجنود الأتراك وهو ما كشفت عنه وسائل إعلام عديدة خلال الأيام الماضية.
سببا آخر يدفع تركيا إلى المشاركة فى هذا التحالف، وهو الخوف من تكرار سيناريو قطر معها من جانب الدول العربية، فمعظم الأسباب التى دفعت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لقطع العلاقات مع قطر تتوافر في أنقرة من دعم وإيواء عناصر إرهابية، واستضافة قنوات تحرض ضد الدول العربية، وسياسة خارجية تتسبب في إحداث أضرار لدول المنطقة، جميعها تتبناها تركيا مثل قطر، وهو ما دعا أنقرة لتقديم كل الدعم لتميم من أجل محاولة إنقاذه حتى لا تسقط قطر وبالتالى تسقط من بعدها تركيا.
قطر..
• أما الدوحة فقد أصبحت مسرحا لهذا التحالف الثلاثي، فالعائلة القطرية تستفيد من “تحالف الشر” في حمايتها من تزايد المعارضة ضدها، وحماية عرش تميم بعدما تم فضح تمويله للإرهاب أمام العالم، وذلك بالاستعانة بأفراد من الحرس الثوري الإيراني والجيش التركى ، وتوفير أماكن لإقامتهم ومعيشتهم داخل أراضى الدوحة فى محاولة لحمايته من الإطاحة به وإزاحته من على كرسي الحكم.
• وبرغم تواجد قوات تركية وإيرانية على الأراضى القطرية من أجل حماية تميم ، إلا أنها لم تكن مبعث للاطمئنان بالنسبة له، وأوضح مراقبون، أن الجيش التركى تمكن من التحرك ضد “أردوجان” فى الوقت الذى كان يسيطر فيه الأخير على زمام الأمور فى تركيا ، لذا فإن “تميم” لا يأمن مقر القوات الضخمة الموجودة خارج الأراضى التركية من القيام بأى حركة لإزاحته عن الحكم.
• وأشارت مصادر فى المعارضة القطرية أن تميم يمتنع عن السفر خارج البلاد خشية انقلاب الأتراك والإيرانيين واستيلائهم على الحكم بعدما باتوا يسيطرون بالفعل على كافة مفاصل الدولة مستشهدين فى ذلك بالغموض الذى بات يحيط بزيارته التى كانت مقررة الشهر الماضى إلى العاصمة الفرنسية باريس، والتى أرجئت لأجل غير مسمى.
• حالة التخبط السياسي التي يعيشها أمير قطر وحاتشيته ليست هي مبعث خوفه فقط ، بل الخسائر الاقتصادية لدويلة الإرهاب التي تجاوزت 100 مليار دولار حتى الآن هي ما يؤرق تميم ومناصريه الإقليميين.
خبراء دوليون:
• الاتهامات لقطر بدعم الإرهاب لم تتوقف عند هذا الحد ،، حيث أكد عدد من الخبراء أن الدوحة لها علاقات مع حماس وحزب الله والإخوان وجماعات متطرفة في مناطق عديدة، أبرزها في سوريا حاليًا، مؤكدين أن السعودية تعتبر أكثر بلد تعرَّض للإرهاب.
• وقال ديفيد ديفيد كوهين، نائب مدير وكالة المخابرات المركزية CIA السابق، في ندوة في المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة المتخصص في الشئون العسكرية – قال إن السعودية والإمارات ساعدتا في الضغط على القطريين للحد من تمويل الإرهاب إلا أنها لم تأتِ بالنتائج المرجوة حتى الآن، وأوضح كوهين أن الخوف الخليجي من المال القطري يأتي من كونه يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في دول صديقة مثل السعودية ومصر.
• وقالت كاثرين باور وهي زميلة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومسئولة سابقة في الخزانة الأمريكية: إن السعودية والإمارات تحاولان جاهدين للحد من تمويل قطر للإرهاب، وقطر لا تظهر الحماس نفسه للقضاء على الإرهاب وضغط دول المقاطعة على قطر يأتي من عدم التزام الدوحة باتفاقية مكافحة الإرهاب التي خرجت من الرياض برعاية أمريكية مؤخرًا.
وأكدت أن القطريين لديهم الكثير من النقاط غير الواضحة إذ قالوا عام ٢٠١٥إنهم فككوا مقرًّا لدعم المعارضة السورية في الداخل السوري، إلا أن التقارير تقول إن قطر ما زالت تمول معارضة غير معلومة في سوريا عن طريق أشخاص غير معلومين على الأرض وهذا ما يحتاج إلى توضيح منهم.
• وقال مالكم رفكين وزير الدفاع البريطاني السابق: إن هذه الأزمة غير مقبولة رغم أن الطرفين لديهما مبرراتهما الخاصة التي تدعوهما للتصعيد وقطر لها علاقات مع حماس وحزب الله والإخوان وجماعات متطرفة في مناطق عديدة أبرزها في سوريا حاليًا”.
وقال حسن طارق الحسن، الباحث البحريني في العلاقات الدولية ومستشار سابق في مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في البحرين: “قطر متهمة بدعم الإرهاب، وهناك أدلة على هذا لدى دول الخليج؛ فقطر تدعم قائمة طويلة من المنظمات الإرهابية مثل كتائب حزب الله في البحرين وهناك شخصيات رفيعة قطرية مدرجة في قوائم الإرهاب الخليجي وبعضها على قوائم أمريكية ودولية وهذا له تأثير على أمن الخليج”.

شاهد أيضاً

لجنة الدراما بالأعلى للإعلام تستضيف رئيس الرقابة على المصنفات

إطلاق مبادرة لدعم وتشجيع المواهب الناشئة في الكتابة الدرامية عقدت لجنة الدراما التابعة للمجلس الأعلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *