أيها السادة جاءنا البيان التالي..
نجحت قواتنا المسلحة في القضاء علي الإرهاب في ربوع سيناء الحبيبة.. لم يعد للإرهاب وجود علي أرض مصر.
هذا البيان السعيد الذي يتمناه جموع المصريين وغيرهم من المخلصين في منطقتنا العربية، لن ننتظره طويلًا.. فقواتنا المسلحة بدأت بالفعل بفضل من الله في الاقتراب من هذا الهدف.
الهدف الذي بدأت في تحقيقه منذ سنوات.. دفعت فيه ثمنًا غاليًا من أرواح أبنائنا خيرة الشباب.. وقدم خلالها كل أم وكل أب أغلى ما يملكون فداء تراب هذا الوطن الغالي.
هذا البيان وعد من الرئيس “عبدالفتاح السيسي”، حين أطلق تعليماته بالقضاء علي الإرهاب في سيناء، وأخذ ثأر كل مصري مدني وعسكري راح شهيدًا من جراء أفعال هذا الإرهاب الغادر.. الرئيس أصدر تعليماته للقوات المسلحة وقوات الشرطة بالقضاء علي الإرهاب خلال ثلاثة أشهر، في أعقاب حادث قتل المصلين العزل في مسجد الروضة.
والحق يقال إن جهود القوات المسلحة والشرطة لم تتوقف خلال السنوات الماضية.. وستصبح العملية “سيناء ٢٠١٨” هي الخاتمة.. فهي بمثابة الضربة القاضية للتكفيريين الذين ظنوا أن بإمكانهم أن يحتلوا سيناء لتكون إمارة داعشية لهم، واهمين أن المصريين سيستسلمون لهذا الأمر، جاهلين بتاريخ مصر الطويل في النضال منذ أيام الفراعنة.
فعلى مر التاريخ واجهت مصر الغزاة عبر بوابة مصر الشرقية سيناء التي تربط بين إفريقيا وآسيا.
صحيح أنها أرض الفيروز.. وإذا تحدث ترابها عن تضحيات المصريين فيكون حديثه عن بطولات ودماء المصريين التي سالت علي أرضها دفاعًا عن أمن هذا البلد.
فعبر سيناء دخل الهكسوس، وعبر سيناء أيضًا طاردهم أحمس خارج الأرض المباركة.. وهي سيناء التي ظلت منطقة للحروب في أعوام ٤٨و ٥٦ و٦٧ و٧٣ حتى تحررت بالكامل.. ولم يفرط أي مصري في أي شبر منها.
سيناء جزء غال على كل مصري.. فلا يوجد بيت في مصر لم يقدم ابنًا من أبنائه مقاتلًا على أرضها، منهم من منحه الله الشهادة ومنهم من أصيب أو فقد جزءًا من جسده مازال مدفونًا في هذه الأرض الطيبة، وذلك دفاعًا عن سيناء.
سيناء أرض مباركة فيها جبل موسى ودير سانت كاترين فهي مانحة العزة والكرامة للمصريين.. وانتصارات المصريين عليها هي التي جعلت كل مصري يرفع رأسه.. لم يقدر علينا الغزاة على مر التاريخ.. فكما دخلوا منها خرجوا منها أيضًا يجرون أذيال الهزيمة والخيبة، متعلمين الدرس: أن المصري لا يفرط في أرضه ويضحي بأعز ما يملك من خيرة شباب الأرض فداءًا لها.
وما أشبه اليوم بالأمس القريب، فالإرهابيون الدواعش قاتلو مصلي الروضة هم أنفسهم من قتلوا جنودنا في رمضان لحظة الإفطار أيام الخائن “محمد مرسي”.. حتي أن جنودنا استشهدوا ولا يزال تمر الإفطار في حلوقهم.. هذا هو الإرهاب الجبان الذي يكفر المصلي والصائم.. فعندما يتواجد في مكان يحل معه الظلام.. ظلام الفكر والتكفير وقتل الرجال وسبي النساء وبيعهن في أسواق النخاسة وقتل الأطفال.
أي مستقبل كان سيحل بنا إذا سقطت سيناء في أيدي الإرهابيين وتحويلها لإمارة داعشية.. وإن حدث ذلك لا قدر الله ستسقط المنطقة بأسرها.. فسيناء تربط الشرق بالغرب.
نعم عانينا طوال سنوات من ويلات الإرهاب في سيناء.. لكن المعركة أوشكت على الانتهاء.. وإذا كان بيان القوات المسلحة دعا لوقوف كل المصريين خلف الجيش.. فإن المصريين يقفون فعلًا وراء القوات المسلحة الأبية.. فهذا الجيش من كل المصريين، من كل بيت قدم ابنه لتأدية الخدمة العسكرية.. هذا الجيش العظيم لوطن عظيم وشعب عظيم يرى عزته وكرامته في صون تراب وطنه.. فهذا قدره الذي اختاره الله له.. فجعله في قلب العالم.. في موقع عبقري لابد أن يسكنه شعب عبقري يؤمن بالمخاطر التي تحيط به.. وأنه مطمع للغزاة.
هذا الشعب الذي يحفر مقابر لكل من تجرأ علي الاقتراب من أرضه.. لتكون نهايتهم علي يديه.
تحية لقواتنا المسلحة وقوات الشرطة التي تضحي من أجل هذا الوطن.. فنحن وإن كنا في حرب حقيقية تتم ليل نهار علي أرض سيناء، فإن الرئيس “عبدالفتاح السيسي” حقق المعادلة الصعبة.. ففي الوقت الذي تدور فيه المعركة لم تتوقف جهود التنمية.. ولم تتعطل أوجه الحياة على أرض مصر، ولا أجد أفضل من كلمات الرئيس السيسي “إنني أتابع بفخر الأعمال البطولية التي قام بها أبنائي في الجيش والشرطة لتطهير أرض مصر من العناصر الإرهابية”.
والفخر لا يقابله إلا الفخر والاعتراف بالجميل لكل جندي حمى هذا الوطن وأصبحنا معه نأمن على مستقبل أولادنا.
جريدة الأخبار
المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام – الموقع الرسمي الموقع الرسمي للمجلس الاعلي لتنظيم الاعلام المصري