تطالب الكاتبة بضرورة الاهتمام بالخطوات التي تعقب عدم تنفيذ قرارات المجلس الأعلى للإعلام أو نقابة الإعلاميين، فلابد من تصعيد الموقف تجاه من يتعامل مع هذه القرارات باستهتار وعدم مبالاة، خاصة أن فكرة ترك الإعلامي لضميره فشلت مع بعض الإعلاميين، ولا أنكر بالطبع أنها تتوافق مع البعض الذين أراهم قلة نادرة للأسف.
فوضى الإعلام
الفوضى الإعلامية التي تشهدها بعض الفضائيات لابد من التوقف عندها، والتصدي لها بحزم، فلا يصح أن يصدر المجلس الأعلى للإعلام قرارات لضبط المشهد على عدد من القنوات، بينما لا يتم تنفيذها، وهو ما حدث من قبل مع قرارات نقابة الإعلاميين.. وأتعجب من الصمت تجاه مثل هذه الأفعال التي تسئ للإعلام ككل، فبعض الفضائيات وبعض الإعلاميين لا يكفيهم فقط ارتكاب الأخطاء والتجاوزات، بل يرفضون تصويبها أيضًا، وهو أمر محير ويدعو للتوقف أمامه والتصميم على تصويبه.
فتلك الكيانات الإعلامية التي تم تأسيسها من أجل تطبيق القانون واحترام المشاهد وترسيخ القيم المجتمعية.. لابد من احترامها واعتبار ما تصدره من قرارات أمرًا نافذًا وواجب التحقق، فلا أحد يختلف على أهمية ضبط المشهد الإعلامي والحد من الفوضى الإعلامية ومحاسبة كل من يخرج عن المهنية والأخلاقيات، ولكن في الوقت نفسه فإن الجهتين المنوط بهما هذا الضبط لا يتم تنفيذ قراراتهما من جانب الإعلاميين أو القنوات التي يظهرون على شاشاتها.
لعل ما وصلنا إليه في حال الإعلام – في الفترة الأخيرة من تراجع وتخبط بل وسوء حالة وصلت لأحكام بالسجن وجرائم يعاقب عليها القانون لبعض الإعلاميين – هو أمر منطقي لانفلات المشهد الإعلامي والفوضى التي تحيط بنا، بل والتعالي والتكبر على تصحيح هذا الوضع من جانب مرتكبي هذه الجرائم الإعلامية.
تزايدت حدة اللامبالاة والاستهتار بقرارات الوقف للبرامج التي يصدر تجاهها القرارات، وكذلك إعلاميوها ومسئولو قنواتها، وأعتقد إن عدم تنفيذ القرارات وبقاء البرامج على الشاشات ومقدميها يضعف من هيبة الكيانات التي تأسست من أجل الحفاظ على الضوابط الأخلاقية بالمجتمع ومراعاة ومراقبة ما يعرض على الشاشات.
وهنا أطالب بضرورة الاهتمام بالخطوات التي تعقب عدم تنفيذ قرارات المجلس الأعلى للإعلام أو نقابة الإعلاميين، فلابد من تصعيد الموقف تجاه من يتعامل مع هذه القرارات باستهتار وعدم مبالاة، خاصة أن فكرة ترك الإعلامي لضميره فشلت مع بعض الإعلاميين، ولا أنكر بالطبع أنها تتوافق مع البعض الذين أراهم قلة نادرة للأسف.
هل من الصعب تحقيق المهنية في الإعلام المصري؟! هل من الصعب الالتزام بقواعد المذيع التي صنعت عمالقة الإعلاميين الذين تخرجوا في مدرسة ماسبيرو؟! هل ستظل مهنة الإعلامي وتحديدًا المذيع هي مهنة من لا مهنة له؟!
كل هذه التساؤلات لن يجيب عليها أو يجد لها حلولًا إلا تفعيل قرارات الأعلى للإعلام ونقابة الإعلاميين واحترامهما وتطبيق القوانين التي يعملان بها من أجل صالح المجتمع ومطالبة أفراده مرارًا وتكرارًا بضبط المشهد الإعلامي.
جريدة الأهرام
المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام – الموقع الرسمي الموقع الرسمي للمجلس الاعلي لتنظيم الاعلام المصري