المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام – الموقع الرسمي الموقع الرسمي للمجلس الاعلي لتنظيم الاعلام المصري
السيد الأمين العام للجامعة العربية / أحمد أبو الغيط
السيدة الفاضلة / هيفاء أبو غزالة الأمين المساعد لشئون الإعلام
السادة المحترمون وزراء الإعلام العرب
الحضور الكرام
ينعقد إجتماعنا الدوري هذا العام وسط مشاكل صعبة وتحديات جسام تواجه عالمنا العربي دولاً وشعوباً وحكومات تضع أمتنا العربية على مفترق طرق خطيرة ، تلزمنا شجاعة الموقف والصدق مع النفس والمفاضلة بين خيارات أساسية مهمة ، لأن جوهر القضية الآن أن نكون أو لا نكون ، كما تلزمنا كوزراء إعلام عرب يهمهم أمن الوطن العربي وإستقراره وتقدمه أن نضيئ أمام أمتنا العربية الطريق الصحيح لبلوغ هذه الأهداف عبر استراتيجية إعلامية واضحة وشفافة تعزز قيم التضامن والعمل العربي المشترك والإنتصار لقيم الحكم الرشيد وبناء تنمية مستدامة تتكامل فيها جهودنا المشتركة من أجل بناء وطن عربي يقدر على إستعادة حقوقه والحفاظ عليها والإيمان العميق بحق الإنسان العربي في أن يعرف ويشارك ويسهم في صنع مستقبل أمته، وأن الحضارة العربية بلغت أوجها في ظل مفاهيم التسامح والتعارف وتبادل المنافع بين الشعوب ، والإيمان بحقوق الأخر وليس في مناخ التعصب وإنكار حقوق الأخرين ، كما علمنا الدين الحنيف.
أمامنا كوزراء إعلام عرب مهمة إجلاء الصورة الحقيقية للإنسان العربي الذي يؤمن بالسلام العادل ويبني ويصلح ويعمر لا أن يهدم ويخرب ويدمر ، وأمامنا مهمة أن نستعيد صورة الإسلام الصحيح في عيون العالم الذي يقرن معظمه بين الإسلام والعنف والكراهية في خلط سيء النية ، سببه الأصيل أفعال وجرائم بعض الجماعات التي شوهت صورة الدين الحنيف أعطت لأعداء الإسلام فرصة النيل من دين حنيف يعلي قيمة الإنسان ويرفض العدوان ويحض على التعارف ويمنع الحرب إلا أن تكون دفاعاً عن النفس والعرض والمال ، وأظن أن المهمة العاجلة لنا الآن أن نتكاتف لإجتثاث جذور الإرهاب الذي يضرب أمتنا في مقتل وأن نكون جزءاً من هذه المعركة الكبيرة التي يلح عليها المجتمع الدولي حفاظاً على وجودنا وتصحيحاً لصورتنا وإصلاحاً لمفاهيم خاطئة شوهت الإسلام.
وأمامنا أخيراً مهمة أن نقنع عالمنا بأن الخلاص من الإرهاب يتطلب أن يمتنع الجميع عن تمويله وتسليحه وإعطائه ملاذات أمنة لأنه لا معنى لأن يفقد البعض منا كل يوم العشرات من الضحايا والشهداء بينما يصر البعض على تقديم كل صور العون المادي والمعنوي لهذه الجماعات ، هذا يعني أننا نحرث في البحر.
إننا لا نريد في النهاية أن نعادي أحد أو نخاصم أحداً ، نريد فقط أن نخلص أنفسنا وعالمنا من هذا الوباء المدمر.
حفظ الله أمتنا العربية والمجد لشهدائنا الأبطال
والسلام عليكم ورحمة الله
