على قلب رجل واحد، تتوحد مشاعر كل المصريين ثقة وفخراً واعتزازاً بقواتهم المسلحة وهى تخوض بالتعاون مع الشرطة والأمن الوطني معركة تطهير مصر من بؤر الإرهاب، في إطار عملية شاملة تمتد من شمال سيناء ووسطها إلى الظهير الصحراوي غرب وادي النيل حتى حدود مصر مع ليبيا وداخل عمق الدلتا، تفتش وتلاحق وتجتث بؤر الإرهابيين وأوكارهم ومخازن أسلحتهم وذخائرهم، وطابورهم الخامس من أفراد جماعة الإخوان التي خرج من تحت معطفها كل جماعات الإرهاب في مصر وبقاع عديدة من عالمنا العربي، وصولاً إلى كل المعابر والمداخل والمخارج لحدود مصر الشمالية والغربية والجنوبية حيث رفعت قوات حرس الحدود حالة التأهب القصوى لغلق كل طرق الإرهاب وممراته ومدقاته المعلومة وغير المعلومة، بينما تتولى القوات البحرية تشديد إجراءات الحماية على طول مجرى قناة السويس ومنافذ مصر البحرية.
عملية أمنية شاملة تشمل كل أرجاء سيناء ومعظم أنحاء البلاد، تم التخطيط لها بدقة بالغة منذ جريمة مسجد الروضة التي راح ضحيتها أكثر من 300 شخص هم أغلب أهالي القرية، تستند إلى كم ضخم ودقيق من المعلومات التي تم رصدها لعناصر تنظيم داعش في سيناء، وتشكيلات جماعة الإخوان المسلحة داخل قرى الدلتا والصعيد، وتحددت أهدافها وواجباتها على نحو مفصل، وتم توزيع مهامها على كافة الوحدات المشاركة، وشاركت فيها القوات الجوية التي قضت على العديد من أوكار الإرهابيين ومخازن أسلحتهم، وصادق على خطتها القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسبق تنفيذها تعزيزات قوية للجيش المصري لم يسبق لها أي مثيل، لم تترك شيئاً للصدفة، وشملت ضمن ما شملت إخلاء 30 في المائة من أسرة المستشفيات مع وضع غرف العمليات الرئيسية في حالة التأهب القصوى ووقف الدراسة في شمال سيناء بجميع مراحلها اعتباراً من يوم السبت الماضي ولأجل غير مسمى، بما يقطع بأن العملية سوف تستمر إلى أن يتم قطع دابر الإرهاب، وبحد أقصى 3 أشهر، وكما كتب الرئيس السيسي على موقعه «فيس بوك» «أتابع بفخر بطولات أبنائي من القوات المسلحة والشرطة لتطهير أرض مصر الغالية من العناصر الإرهابية أعداء الحياة ودائماً «تحيا مصر» ثم جاءت تغريدات المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي فيضاً لا ينتهي من تغريدات الحب وكلمات التشجيع والدعاء بالنصر من أمهات مصر وشبابها وجميع فئاتها، تؤكد إن مصر لا تزال بهية وجميلة، تفيض حباً لأبنائها البواسل، وليست أبداً مثل جماعة الإخوان التي تُقطر تعليقاتهم سُماً وكراهية وحقداً على الجيش المصري، لأنه استعاد مصر من بين أنيابهم، وتكاد مواقع التواصل الاجتماعي أن تكون نشيداً جماعياً يغني لشباب مصر على جبهات القتال أو إنشاداً حاراً يدعو لهم بالسلامة والنصر، بما يؤكد إن هؤلاء الكارهين من جماعة الإخوان يعيشون مغيبين لا يعرفون معنى الوطن ولا يدركون عمق الوطنية المصرية التي تجعل المصريين على قلب رجل واحد، يبرق معدنهم ذهباً عند الخطر، وقبل أسبوع واحد كتبت صحيفة نيويورك تايمز إن القادة المصريين محشورون في زاوية سيناء، ولم يعٌد أمامهم سوى أن يستغيثوا بجيرانهم الإسرائيليين الذين تطوعوا بقصف داعش في مائة غارة بطائرات لا تحمل أرقاماً أو عنواناً، والقصة كاذبة بالطبع، وبرغم أن الإسرائيليين وصفوا ما ورد في صحيفة نيويورك بأنه أنباء تفتقد إلى الدقة استمر الخونة من جماعة الإخوان يرددون القصة، وأظن أن هذا الخروج الذي يسد عين الشمس لقواتنا المسلحة في العملية سيناء 2018 يكفي شاهداً ليس فقط على أن قصة النيويورك تايمز كاذبة من أساسها، ولكن على أن مصر تعي جيداً أن تحرير سيناء من إرهاب داعش هى مهمة المصريين وحدهم لا يحبون أن يشاركهم فيها أحد، وإذا كان البعض يتصور وهماً أن فلول داعش التي انتصرت في العراق وسوريا يمكن أن تجد في مصر قاعدة بديلة، فذلك عشم إبليس في الجنة التي لن يطولها أبداً، وأظن أن عملية سيناء 2018 تثبت أيضاً أن مصر بتوحدها خلف جيشها تقف على قلب رجل واحد، وأن الجيش المصري بخروجه إلى القتال في هذه الظروف الملتبسة يقف على قلب رجل واحد، وأن الانقسام الذي يتحدث عنه البعض وَهم لا وجود له، أما لماذا سماها السيسي سيناء 2018، فلأنه يريد طمأنة المصريين على أن سيناء عام 2018 سوف تكون إن شاء الله بلا إرهابيين.
جريدة الأهرام
المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام – الموقع الرسمي الموقع الرسمي للمجلس الاعلي لتنظيم الاعلام المصري