تؤكد الدكتورة “هدى زكريا” أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق وعضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام على أن الصورة المثلى للعلاقة بين المرأة الناجحة والرجل هو أن يكون هناك فهم من جانبه ، وأن يختار المرأة بشخصيتها التي تتناسب مع طبيعة شخصيته بعيدا عن نجاحها أو تفوقها الوظيفي، وأن يعتز بمكانتها وقدرتها في كل عمل تقوم به داخل أو خارج المنزل
مشيرة إلى أن المرأة الناجحة الذكية ذات المظهر القوي، غالبا ما تكون في واقع الأمر امرأة شديدة الرومانسية رقيقة، وقد تكون خيالية بعض الشيء إلا أنها عندما تقدم على اختيار شريك حياتها ، لاشك أنها تتحرر تماما من أي قيود بداخلها، فيكون المحرك الرئيسي لاختياره هو مدى التلاؤم البيئي والثقافي والعقلي، وليست الكفاءة الاجتماعية أو درجة الوظيفة، ومهما يكن مركز المرأة الوظيفي أو العلمي، فهى تضع في اعتبارها دوما أن شريك حياتها متفوق عليها بأي درجة من الدرجات بحكم التقاليد وأصول العقيدة، لذلك فهى تجد متعة وسعادة وطمأنينة لهذا الوضع، ولا تسمح للتنافس بأن يسيطر على تفكيرها أثناء الاختيار.
وتضيف إن الرجل في تكوينه النفسي يحاول إثبات وجوده وتعزيز كيانه، ولذلك فهو يعمل بميكانيكية دفاعية تخفي ضعفه أحيانا أو قلة حيلته أمام المرأة، وقد يبالغ في إظهار قوته واستعراض قدراته كنوع من أنواع التعويض،كما يسعى إلى اختيار شريكة حياته بمواصفات تتوافق مع مكوناته الشخصية وطبيعة تكوينه النفسي، فإذا كان من النوع الذي يعتبر أن كيانه الاجتماعي يتوقف في المقام الأول على مركزه ودرجته العلمية، فهو يسعى إلى اختيار زوجة من النوع الذي لا يهتم بعمله أو نجاحه، وإذا شعر بأن زوجته سوف تبدو أكثر نجاحاً وأوسع انتشارا، فإنه يخشى الاقتراب منها، ويوجد التبريرات والأعذار اللاشعورية للابتعاد عنها، وإن كانت هذه الأعذار لاتمثل الحقيقة.
وهناك نوع آخر من الرجال يتصور أن نجاح المرأة في عملها لابد أن يكون على حساب مشاعرها واهتمامها بأولادها وبيتها، وهذا الفهم خاطئ، وهو نوع من الغيرة اللاشعورية، وكذلك يحجم الرجل عن الارتباط بالفتاة الذكية الناجحة في عملها لأنه مازال يعيش في أفكار وعقليات الماضي بالنسبة لوضع الرجل في المنزل وفي الحياة الزوجية، فقد يخشى أن تفرض نفسها بقوة التأثير والإقناع التي تطلب دائماً المساواة، أو قد تفوق طلباتها إمكانات الزوج .
المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام – الموقع الرسمي الموقع الرسمي للمجلس الاعلي لتنظيم الاعلام المصري