هدى زكريا عضو الاعلى للاعلام : آن الأوان للإعلام بشكل عام أن يسترد مكانته ويحسن صورته, ويستعيد ما يمكن أن نطلق عليه الفلتر الأخلاقي والثقافي للمجتمع

في البداية تعلق د. هدي زكريا, عضو المجلس الأعلي للإعلام, علي كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في منتدي الشباب العالمي بشرم الشيخ قائلة: تحمل كلمة الرئيس تقديرا بالغا للمرأة المصرية, وهو لا ينسي للمرأة المصرية وقفتها بجوار بلدها, خاصة فيما يتعلق بدورها الجوهري في ثورة30 يونيو, وقد أشار إلي أن المرأة المصرية في ثورة30 يونيو كانت أكثر وعيا وإدراكا وتحركا في مجابهة الفكر المتطرف, فخافت علي بلدها وأولادها ومستقبلهم, وأحست إلي أي مدي هناك من يحاول خطف مصر, كما جسدت كلمته قدرا كبيرا من التعاطف والتقدير والرغبة الحقيقية في تغيير نظرة المجتمع للمرأة, محاولا ــ من خلال الكلمة ومن خلال قراراته وتناوله لقضاياها ــ أن يدفع المجتمع كله إلي الاهتمام بها. وتكتسب كلمته حول تغيير ثقافة المجتمع تجاهها, ودور الإعلام والتعليم ورجال الدين, أهمية خاصة في ذلك التوقيت, لتماهي ذلك مع التنمية وإستراتيجية.2030
وتؤكد د. هدي زكريا أن الإعلام ومعه الدراما يقومان للأسف بدور عكسي في مجال تغيير هذه النظرة الخاطئة والثقافة السائدة! حيث تجسد الدراما المرأة المصرية في الغالب الأعم بشكل لا يليق إطلاقا بها وبدورها المجتمعي وبمكانتها أحيانا, أخفض صوت التليفزيون وأشاهد المرأة كما يظهرها مسلسل ما فأجدها من حيث الشكل وحركات الوجه واليدين في حالة متدنية, وإذا ما رفعت الصوت تفاجأ بألفاظ وكلمات صادمة سواء كانت الشخصية التي تظهر في المسلسل ثرية أو فقيرة, متعلمة أو جاهلة, ذات مستوي اجتماعي مرتفع أو منخفض, كما أنها كثيرا ما تظهر مثل العروسة باربي, مصطنعة ومفتعلة.

تضيف: رصدنا في لجنة الرصد بالمجلس الأعلي للإعلام كم الألفاظ التي استخدمت فجاء صادما, كما رصدنا كيف يتم التعامل مع النساء بعنف بالغ في المسلسلات, الأمر الذي يرسخ لدي المشاهد أنه لا مانع من ضربها والتعدي عليها باللفظ والضرب, ودغدغة وجهها, في تأكيد واضح لفكرة العنف ضد النساء في المسلسلات, أما في البرامج التليفزيونية فيفاجئك المذيعات بثقافتهن الضحلة, ونسبة مرتفعة منهن تستخدم اللغة الإنجليزية بنسبة كبيرة, كما لو كانت المذيعة هنا تريد أن تثبت أنها خريجة مدارس لغات, وتنسي لغتها الأم, الأمر الذي يرسخ أيضا عند المشاهدات خاصة الصغيرات, أن الافتعال والتحدث بلغة أجنبية هو الصورة الإيجابية للمرأة الراقية وهذا يسيء لصورة المرأة المصرية من جهة ويجعلها تتبني صورا خاطئة من جهة أخري.

وعلي الرغم من أن هناك نماذج للإعلاميات رائعة, فإن هناك نسبة مرتفعة من النماذج السيئة التي ترسخ الصور النمطية الخاطئة, ذلك بالإضافة إلي وجود مواد إعلامية وإعلانية ترسخ لصورة المرأة السلعة, فعند النظر إلي الإعلانات والكليبات علي وجه التحديد, يظهر جسدهن كسلعة رخيصة, ولا توجد مواد إعلامية تجسد المرأة المصرية الحقيقية, أو النماذج التي تحتذي بها المرأة, من اتزان وثقافة واعتدال وأناقة.

ولذلك فإن المرأة المصرية لا تجد نفسها في الإعلام أو الدراما المصرية, فثمة صور نمطية مكررة, قد تختلف قليلا, لكنها تشير في النهاية إلي أن ربة البيت منكوشة الشعر ونكدية, ويا عيني علي من لم تتزوج, والمرأة العاملة مهملة لبيتها وأولادها, والفنانة خليعة, والمرأة في المناطق الشعبية متخفية في العباءة السوداء, وفي المناطق الراقية مغرورة ومتسلطة, وهي في كل الأحوال عكس النموذج الأجنبي أو المرأة السورية أو اللبنانية!
أين النماذج الصحيحة ؟

حتي الصورة النمطية للمرأة ست البيت التي توارثت العادات والتقاليد كان يتم تجسيدها بشكل أفضل من الآن مثل الأم في فيلم أم العروسة, والتي ظهرت فيه وهي تتمتع بمظهر حسن, وزوجها يحترمها ويقدرها, وكان هناك تركيز علي احتوائها لأسرتها, واحتضانها للجميع, وكانت المرأة العاملة تظهر كمشارك فعال في المجتمع وهكذا.
وأري ــ والكلام للدكتورة هدي زكرياــ أنه آن الأوان للإعلام بشكل عام أن يسترد مكانته ويحسن صورته, ويستعيد ما يمكن أن نطلق عليه الفلتر الأخلاقي والثقافي, بما في ذلك أن يحظي النساء بالاحترام الواجب, وبالمكانة المرجوة

شاهد أيضاً

على هامش مشاركته في الملتقى الصيني العربي.. رئيس الأعلى للإعلام ونائبة وزير دائرة الدعاية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيسة إدارة الدولة للإذاعة والتلفزيون يوقعان مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الإعلام

تعزيز التبادل والتعاون بين البلدين في قطاعي البث والإعلام المرئي والمسموع وقع المهندس خالد عبدالعزيز، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *